مقالات وأبحاث متخصصة في المجال

رسالة مهمة إلى طلبة التعليم السحابي (Online)

رسالة مهمة إلى طلبة التعليم السحابي (Online)

بواسطة - د. خالد أبو عمشة
عدد الردود: 0


فرضت علينا الظروف الطارئة الراهنة تحولات كبرى في العملية التعلمية التعليمية على مستوى المؤسسات التعليمية والكادر التربوي وصولاً إلى المتعلمين الملتحقيق بفصول التدريس السحابي، وقد بيينا في مقالات سابقة متطلبات هذا التعليم على مستوى المؤسسات والبرامج والمدرسين، وأكرس هذه المقالة للدارسين، من حيث التوقعات والمتطلبات الواجبة عليهم في كيفية التعامل مع هذا النوع من التعليم الذي أصبح واقعاً ملموساً لهم، ولعله أصبح واقعاً مفروضاً عليهم كذلك الحال، وبغية تحقيق أكبر فائدة مستطاعة وأعظم عائد ممكن رمتُ تخصيص هذه المقالة للدارسين  لعرض خصائص الدارس السحابي لعلها تصل إليهم مباشرة أو من خلال مؤسساتهم التعليمية أو مدرسيهم، مع تأكيدنا لأهمية المدرسة التقليدية، وعلى الرغم من أن الفصول السحابية أضحت جزءًا مهماً ومكوناً أساسياً في حياة مجتمعاتنا التعليمي اليوم إلا أن الطلاب الذين قضوا سنواتهم التعليمية في التعلم التقليدي قد يتساءلون عن أفضل طرق التكيف مع قسوة التعلم عبر الإنترنت دون التضحية بالأداء الأكاديمي المعروف.


 وهذه المقالة تحاول أن تنير لهم الطريق في ضرورة الاعتقاد بأن التعلم السحابي هو تجربة فريدة للتعلم بالسرعة التي تناسبهم (تسريع التعليم)، وبقيود أقل من الطلاب في الحرم الجامعي، وضرورة أن يكونوا متيقظين بشأن الحفاظ على عادات دراسية سحابية جيدة.

وألخص توجيهاتي لهم من أجل تحقيق ذلك بكفاءة وسرعة واقتدار في عشر نقاط يشترك الطلاب الناجحون فيها من أجل تحديات التعلم السحابي: وهذه هي النصائح العشر:

1.    الدافعية: فلكي تكون ناجحًا، يجب عليك عزيزي الطالب السحابي أن تمتلك رغبة عارمة في النجاح والإصرار عليه، لأن التعلم السحابي يتطلب مسؤولية ودافعاً داخلياًكبيراً يمتزج بمستوى كبير من النضج، وتذكر أسبابك الشخصية للالتحاق بالبرنامج اللغوي، وهل أنت مصمم ولديك دوافع ذاتية لتحقيق النجاح؟ أم موقفك غير ذلك؟!


2.     الإيجابية: تذكر عزيزي الطالب أن بقاءك إيجابيًا تجاه الدراسة السحابية ستحدث لك فرقًا وتحقق لك مبتغاك، فلا تدع الضغط يحبطك! سواء أكان بسبب هذا التحول الكلي المفاجئ أو أو تغير عادات الدراسة، أو تغيير المدرس أو المحتوى التعليمي المختلف أو خشيتك من الاختبارات بشكلها الجديد القادم، فكر في الإيجابيات التي يمكن أن يحسّنها هذا التعليم في حياتك. وتذكر أن امتلاكك للإيجابية يزيد فرصك في الحصول على أداء أكاديمي أفضل. ويمكن تطبيق ذلك عبر تغيير هذه المصطلحات إلى المقابلة لها:

  • لا أستطيع سوف أحاول
  •  لا أستطيع أن أتعلم هذا  هل يمكنك أن تشرح لي مرة ثانية بطريقة مختلفة.
  • أكره هذا الموضوع قد يكون هذا الصف صعب لي، لكنني متأكد أنني بعد تعلمه سأصبح أفضل،لا شك.
  •  عندي واجبات كثيرة كثرة الواجبات تساعدني على تحقيق أهدافي.
  • لست ذكياً لأتعلم هذا سأحاول جهدي؛ لأتعلم هذا.
  • هذا المعلم يكلفنا بواجبات كثيرة  هذا المعلم يحاول مساعدتنا بأكثر وسيلة ممكنة.

3.     المتابعة والإصرار: إن وضعك خطة للدراسة وتخصيص مكان مناسب للقراءة والمتابعة يعد عنصراً حاسماً آخر للنجاح الدراسي، ومن ذلك: الدراسة في مكان يتسم بالهدوء والسكينة بدون تشتيت الانتباه عن أشياء مثل التلفاز أو العائلة أو زملاء الغرفة، وتجنب الألعاب، وإغلاق هاتفك المحمول أثناء الدراسة، ودع الأصدقاء وأفراد العائلة يعرفون ساعات دراستك لكي يبتعدوا عن التواصل معك، وضبط وضعية الكرسي ولوحة المفاتيح والشاشة حتى تشعر بالراحة، وقم بإعداد إضاءة جيدة.

4.    التواصل وطلب المساعدة: مهارات الاتصال أمر حيوي في التعلم السحابي لأنه يجب على الطلاب طلب المساعدة عندما يحتاجون إليها، والمعلمون على استعداد لمساعدة الطلاب، لكنهم غير قادرين على فهم الإشارات غير اللفظية بسهولة، مثل نظرة الارتباك على وجه الطالب. وبناء على ذلك حاول عزيزي الدارس استخدم الأدوات التي توفرها المؤسسة التعليمية للتواصل مع معلميك من منصة تعليمية واتس أب وغيرها، وقد يشمل ذلك البريد الإلكتروني ومجموعات المناقشة والساعات المكتبية وحتى الرسائل النصية. وتأكد بأن أساتذتك محترفون، فاحرص على التعامل معهم باحترام ولطف.


5.     الالتزام والوقت والتعامل مع الدرس كأنه عمل: تحتاج عزيزي الدارس إلى إدارة وقتك جيدًا من حيث تخصيص الوقت ليس فقط لإكمال المهام، ولكن أيضًا للمشاركة في المناقشات ومحادثات الأقران، قم بجدولة وقت الدراسة بانتظام، ويفضل أن يكون يوميًا، عبر جرعات مختلفة، واستعد للمهام القادمة للتأكد من تخصيص وقت كافٍ في برنامجك لمنحها كل جهدك.

6.     التعامل مع المادة واستغلال المواد المرفوعة والداعمة:  ينبغي التعامل مع المادة التعليمة في الدروس السحابية بطريقة منظمة ومرتبة لكي تساعد على تحقيق أهداف التعلم المنشود، ولعل من أهم مبادئ هذا التعامل الاطلاع على المادة وتحميلها وعدم الاعتماد على الشابكة في وقت الدرس نفسه في التحميل ورفع المواد التعليمية، وينبغي إظهار الحرص الواضح على التعامل مع كل المواد المرفوعة الأساسية والإثرائية بل وضرورة الرجوع إلى الدروس الحية التي غالباً ما تكون مسجلة ويتم رفعها بشكل آلي إلى المنصة من أجل تعزيز عملية التعلم.

7.     المشاركة الفعّالة وأخذ ملاحظات وتدوينها بالقلم: شارك عزيزي الدارس في كل ما يمكنك المشاركة فيه مع معلميك وزملائك وأي موارد إضافية يتم توفيرها لك. كما هو الحال مع أي شيء آخر ، سوف تخرج من دراستك بقدر ما ترغب في المشاركة. المشاركة الفعالة هي مفتاح النجاح في تجربة التعليم السحابي الجديدة.

8.    الاستعداد والقيام بالواجبات الموكولة إليك على أكمل وجه ممكن: وذلك من أجل الحصول على أكبر فائدة ممكنة في داخل الفصول الدراسية السجابية وتحقيق النواتج والأهداف المتوقعة من المادة الدّراسية. فالتخطيط المناسب يؤدي ويقود إلى تحقيق أفضل النتائج الممكنة.


9.     الاستقلالية: إن تعليم الدارسين أن يبدؤوا بالتفكير في الاستقلالية والاعتماد على النفس في التعلم هدف أساس وجوهري وحيوي من أهداف التربية الحديثة.وتأتي الاستقلالية والاعتماد على النفس هذه عبر تطبيق مهاراتهم المكتسبة، ومن وسائل تعزيز الاستقلالية وضع الأهداف ومتابعة تحقيقها، وتمييز الحقائق من الآراء، وتطبيق هرم بلوم في التساؤلات، والتعلم من الأخطاء وغيرها، ومكافأة الذات على النجاح، والعمل على المشاريع والعمل الثنائي والجماعي.

10.    التفكير والعمل الاستراتيجي وعادات التعلّم ومراقبة التعلم والتقييم الذاتي: يختلف التدريس السحابي عن التدريس الواقعي، فأنت هناك لست لمشاركة آرائك فقط، بل من المهم أن تتصرف بنفس الطريقة التي تتصرف بها في الفصل الدراسي التقليدي وتفكر بالطريقة ذاتها بل بشكل أوسع، وعليك باستخدام المجاملات العامة، ومخاطبة زملائك ومعلمك بما يحبون، محاولاً قدر الإمكان تطبيق عادات التعلم الصحيحة التي تقود إلى منفعة الجميع.