مقالات وأبحاث متخصصة في المجال

اللغة الوسيطة

اللغة الوسيطة

بواسطة - إسلام أحمد جاد
عدد الردود: 0

تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها الطريقة المثلى له ألا تُستخدم لغةٌ وسيطة، هذا لأسباب منها على سبيل المثال

أولا:
1- أن كثيرا من المدرسين أو من هواة التدريس ممن ليس لهم الخبرة الكافية يعتقدون أن الأجانب يعرفون لغة إنجليزية طبعا هذا اعتقاد خاطئ
لأن هناك جنسيات كثيرة لا تهتم به فعلومهم والإنترنت وكل شيء في جامعاتهم بلغتهم فلا يحتاجونه مثل الروس والتايلانديين والأتراك والمالديف وكثير من الماليزيين وكثير من الدول الأفريقية.
2- يكون في الفصل أكثر من جنسية وأكثر من لغة فبأي لغة ستتفاهم إن لم تكن العربية فقط.
3- يستطيع الطالب أن يتعلم اللغة العربية في بلده بهذه الطريقة باستخدام اللغة الوسيطة إضافة لطريقة النحو والترجمة فلماذا أتى إلينا وجلس مع أستاذ من أبناء اللغة إذن؟؟؟
4-  هب أنك يا من تريد التحدث بلغة الطالب في الفصل وكلما مر مستوى يدخل إلى المستوى الأعلى منه فمهما بلغتَ أنت في مستواك في لغته لن تبلغ مستواه لأنه ابن لغته وسيكون من الصعب عليه التخلي عنها في أي مستوى لأنه قد تعود منك الترجمة وستصادف مشكلة.
5-  أيضا لكل لغة نظام خاص في تركيباتها فمثلا قليل من اللغات ما تبدأ فيها الجملة بفعل مثل اللغة العربية.
فدائما تجد الطالب الأجنبي يبدأ الجملة باسم لكن إذا درست له اللغة العربية بالأسلوب العربي وطالبته دائما أن يبدأ الجملة بفعل سيبدأ في الفصل بين لغته وبين اللغة العربية وسيفكر باللغة العربية ولن يربط بينهما إلا من حيث المعنى ليس عن طريق كلمة مقابل أخرى وهذا هو الأسلوب السليم للتدريس.
ويبقى استخدام اللغة الوسيطة مما يدخل تحت الضرورة الشديدة المستثناة من الأصل كقوله تعالى في أكل المحرمات باستثناء ” إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ”


ثانيا: هب أني أعرف معنى كلمة ما بلغة أو حتى اثنتين كيف سأعرفها بـ 5 لغات لطلاب في فصل واحد أمامي، ولا نتخيل طبعا أن ينطق مدرس خمسة لغات طبعا في الفصل الواحد .


ثالثا: أنا والحمد لله أستطيع شرحها وكلمات أصعب منها وهذا يحدث كثيرا بأكثر من طريقة في الفصل عن طريق السياقات التي توضح المعنى.

يعني مثلا أقول أمام الطلاب عن طالب مميز في الفصل فلان “يعد عندي طالبا مميزا” لأنهم في هذا المستوى يعرفون معنى تلك الكلمة “مميزًا” ثم أتأكد من معرفة معناها بطلبي أكثر من 5 جمل جديدة لنفس الكلمة.

وهذه إحدى الطرق لشرح كثير من الكلمات وصاحب الخبرة في المجال يدرك ذلك جيدًا

ثم إني لم أضيق واسعًا في استعمال اللغة الوسيطة ولكن من باب إلا ما اضطررتم إليه كما وضَّحت، ولم أمنعها نهائيا ويبقى السؤال: ماذا إذا لم تعرف لغة الطالب؟ وماذا إذا لم يعرف الطالب أي لغة وسيطة بينك وبينه؟ مثل التايلاندي والتركي فعلا إنهم لا يعرفون إنجليزي أبدًا.

فمن الممكن أن تحقق الترجمة بقاء معاني بعض الكلمات فعلا لمن يعرف لغة الطالب، ولكن الطريقة المثلى للتحقق من أنها لن تُنسى فهي أن يطلب من الطالب وضعها في أكثر من جملة ذات سياقات مختلفة لعل تلك المفردة تحتمل أكثر من معنى مع اختلاف السياق وكلٌّ حسب مستواه.