تتنوع التحديات التي تواجه معلم العربية للناطقين بغيرها ومتعلمها، ومن تلكم الأمور التي سأتوقف عندها في هذه المقالة
مصطلح التعقيد في النص اللغوي.
من الأمور التي تلعب دوراً في تعقيد النص، ما يلي:
- ظاهرية النص: قد تكون أولى مشكلات تعقيد النص شكله الخارجي الذي قد يتسم بعدم الوضوح أوصغر الخط أوغرابة الموضوع.
- المفردات الغريبة وغير المألوفة: يعمد بعض الكتاب إلى استخدام الكلمات الغريبة أوالنادرة أوقليلة الشيوع لأسباب كثيرة لكنها تشكل عقبة في فهم النص الأصيل من قبل المتعلم الأجنبي.
- نقص المعرفة بخلفية الموضوع: يرتبط فهم بعض النصوص بالأحداث التي يعالجها، فبعض النصوص التي تعالج قضايا علمية أوتاريخية تع** بعض المفاهيم الغائبة قد تشكل معضلة في فهم الطالب الأجنبي للنص.
- التراكيب اللغوية المعقدة: يعمد بعض الكُتّاب إلى إظهار مقدراتهم اللغوية عبر الكتابة بأساليب لغوية قديمة أو نادرة الشيوع والاستعمال كأساليب المقامات والجناس والسجع وغيرها.
- تعدد المعاني: يميل بعض الكتّاب إلى استخدام المفردات متعددة المعنى في نصوصهم بحيث تعبر كل مرة عن معنى مختلف مما يؤدي إلى حدوث اللبس في الفهم لدى المتعلم.
- سبك النص المتقدم: يشير مصطلح السبك إلى طريقة ربط الكتّاب بين كلماتهم وجملهم، من أجل أن يظهروا أنفسهم بأنهم أصحاب أسلوب لغوي مميز.
- ضعف الكتابة: نعم إن ضعف الكتابة قد تكون من أسباب تعقيد النص وصعوبة فهمه لأنه لا يلتزم بالأساليب المستعملة في العربية مما يشكل على المدرس والدارس في آن واحد، خذوا نصوص المحاكمات نموذجاً.
- أدوات الربط: وقد تكون أدوات الربط سوءا أكان بظهورها أو باختفائها سبباً من أسباب تعقيد النص اللغوي.
كيف نساعد الدارسين على التغلب على هذه الظاهرة؟
لا يملك المعلم سيطرة كاملة على النصوص التي يختارها على الرغم من
تأنيه وحرصه الشديد من حيث المحتوى واللغة. وكل ما يملكه المدرس هوأن يقرر فيما إذا كان يريد أن يدرس هذا النص من عدمه. ويكون المعلم بين خيارين كلاهما مر الأول أن يعيد كتابة النص الأمر الذي تستغرق وقتاً وجهداً كبيرين أو أن يبحث عن آخر. وفي حال قرر المعلم أن يتصدى لنص فيه تعقيد لغوي أعلى من مستوى الدارس، فهذه بعض الإستراتيجيات التي يمكن اتباعها ومنها تطبيق نظرية (KWL) التي تتمثل في التساؤلات الثلاث الآتية:
- ماذا أعرف؟
- ماذا أريد أن أعرف؟
- لماذا أريد أن أعرف؟
أوتطبيق استراتيجية SQ3R إذ إنها استراتيجية فعّالة في تدريس نص القراءة المعقد في مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها، وهي استراتيجية تتكون من سلسلة من الإجراءات والعمليات المهمة التي أخذت اسمها من عملياتها، وهي تتكوّن من خمس مراحل:
- أولاً: (Survey) والمقصود بذلك أن يلقي الطالب نظرة عامة، ويُجري قراءة مسحية للحصول على الفكرة العامة من النص.
- ثانياً: (Questions) بحيث يسأل الطالب أسئلة تتعلق بالنص وماذا يريد أن يعرفه عنه.
- ثالثاً: (Read) والمقصود بذلك أن يقرأ الطالب النص بحثاً عن إجابات للأسئلة التي طرحها سابقاً.
- رابعاً: (Recite) والمراد بذلك أن يناقش الطالب أبرز الأفكار التي استخلصها من النص سواء بشكل شفهي أوكتابي.
- خامساً: (Review) قيّم ما توصلت إليه وما استفدت منه ، واجعل منه مرجعا موثوقاً للمدى البعيد.
وأهم المفاهيم التي تدفع باتجاهها هذه الإستراتيجيات في التعامل مع النص القرائي المعقد:
- التأكد من معرفة الدارسين لماذا يقرؤون النص وماذا يجب أن يفعلوا بعد ذلك؟ يميل كثير من الدارسين من متعلمي اللغات الأجنبية عموماً والعربية على وجه الخصوص إلى ضرورة معرفة كل كلمة من كلمات النص القرائي، في حين يمكنهم إتمام مهمتهم التي تقوم على مسح النص والوصول إلى المبتغى دون فهم كل الكلمات الواردة فيه. فمعرفة ماذا يتوجب عليهم أن يفعلوا يجعلهم يركزون على المهمة المطلوب العمل عليها.
- في حال التعامل مع نصوص معقدة من الجيد أن يكون هناك بعض العمل على الخلفية النظرية المعرفية للموضوع، بحيث لا يعاني المتعلم من الجهل بالموضوع وصعوبة اللغة في الوقت ذاته، فكلما كان موضوع النص مألوفاً للمتعلم كان فرصة فهمه له أكبر وأفضل.
- ينبغي توجيه الدارسين إلى الاطلاع على موضوع النص المعقد قبل دراسته أوالطلب منهم قراءة حول ذات الموضوع في لغتهم الأم؛ الأمر الذي سوف ي**بهم ثقة أكبر في التعامل مع النصوص المعقدة.
- العمل على تنمية بعض إستراتجيات القراءة لدى الدارسين وخاصة فوق المعرفية من التنبؤ والقياس والتخمين وتوظيف الجذر والوزن.
- اطلب من الدارسين أن يضعوا أسئلة لكي تجيب أنت عنها حول النص، لكي تساعدك على تحديد مكامن الصعوبة لديهم وتوجهك في مسيرتك المستقبلية معهم.
- قدم لهم بعض الكلمات والتراكيب المفتاحية التي تساعد على فهم النص وهضمه.
- اجعل الدارسين يخمنون بعض الكلمات التي يساعدهم السياق القبلي والبعدي أوالجذر أوالوزن على التنبؤ بها.
- ارفع وعي الدارسين في ضرورة مسح الأسماء والأرقام والرسومات والعناوين إلخ.
- وجههم إلى التركيز على أوائل الفقرات ونهاياتها التي غالباً ما تلخص الفكرة التي يريد أن يعبر عنها الكاتب.