تشيع في اللغات الأجنبية ظاهرة الاختصارات اللغوية للمصطلحات العلمية والمؤسسات العامة والأقسام الأكاديمية وطرائق التدريس بل في أسماء الأشخاص فتجد من يسمي
نفسه CJ على سبيل المثال لا الحصر، وهي سمة تتساوق مع نظام اللغة الإنجليزية خصوصاً والغربية عموماً نظراً لقبول أنظمتها الكتابية كتابة الحروف منفصلة، وهي ظاهرة قليلة في اللغة العربية منها ما يظهر في المصحف الشريف وعلم الحديث النبوي الشريف، وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً في العربية بظاهرة النحت، ومنها على سبيل المثال، البسملة والحوقلة و"ص" أو "صلعم" لصلى الله عليه وسلم، و ا ه انتهى وغيرها. ولكنها حقيقة ليست ظاهرة متداولة نظراً لعدم قبول كتابة الحرف العربي منفصلاً في نظام الكتابة العربي. وفي مجال تعليم اللغات الأجنبية اشتهرت هذه الظاهرة وأضحت مألوفة في لغاتها غريبة في لغتنا العربية، وقد شاع بعضها واشتهر كما هو الحال في الأطر المرجعية في تعليم اللغات الأجنبية، ACTFL، و CEFR، وغيرها من الأطر الأخرى، وهي في الحقيقة قد لا تنتهي في كل حقل من الحقول المعرفية، وهذه فقط بعض النماذج وماذا تعنيه لكي نتوقف في هذه المقالة عند تحليل طريقة ECRIF في تدريس المهارت اللغوية للناطقين بغير العربية، التي ستكون الحلقة الأولى ضمن سلسلة من حلقات التعريف بهذه الإستراتيجيات والاختصارات المفيدة في مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها:
وهكذا آلاف الاختصارات التي تعج بها اللغات الأجنبية، ومئات الاختصارات في مجال تعليم اللغات الأجنبية، وفي هذه المقالة سنتوقف عند اختصار ECRIF في تدريس المهارت اللغوية للناطقين بغير العربية بعد أن قدمنا SQ3R أو SQRRR في مقالة سابقة.
تعود فكرة ECRIF إلى العالمين اللغوييينJosh Kurzweil و Mary Scholl في أوائل القرن الحادي والعشرين حين وضعا كتابهما المميز "فهم التعليم من خلال التعلّم"، وتقوم فكرتهما على النظر إلى عملية التعلّم نفسها التي يمر بها الدارسون في أثناء تعلمهم واكتسابهم للغة الهدف لا إلى ما يقوم به معلم اللغة في عملية التعليم. وعليه يقوم المعلم بتصميم الدرس وفق هذه الرؤية وتوقع ما يمكن أن يقوم به الدارس في فصل اللغة. وتعد هذه الطريقة نقلة نوعية في تفكير أساتذة اللغات الأجنبية حيث الاهتمام في عملية التفكير في اللغة الهدف في أثناء عملية التعلم، وهو ما تفتقر إليه كثير من برامج تعليم العربية للناطقين بغيرها. ليست بالمفهوم الطرائقي المعتاد، فهي لا تقدم لك خطوات مختلفة كثيراً أو إجراءات متنوعة، بل تقوم على تبني طريقة تفكير جديدة في التفكير في عملية التعلّم، إذ يمكن عندها أن نفهم الدّرس من وجهة نظر المتعلّم، وتعديل التدريس في ضوء ذلك بما يخدم عملية تعلّمهم، ومن أهداف هذه الطريقة في التدريس أن يتحمل الدارس مسؤولية عملية تعلّمه إلى حدٍ كبير. إذن ECRIF هي إطار تفكيري يمكن المعلمين من عمل ما يرونه في نشاطات طلبتهم من وجهة نظر الدارسين أنفسهم. أي أنها مرآة لكي يرى معلمو اللغة ماذا يجري في فصولهم من حيث ما ينبغي فعله وما لا ينبغي عمله، واكتشاف أساليب تعلم الدارسين الأكثر فعالية. ويمكننا أن نتساءل الآن، كيف يمكن أن نستفيد من ECRIF :
- إنه إطار من أجل فهم عملية التعلّم.
- إطار في التخطيط للدروس اللغوية.
- إطار تقييمي لمستوى الدارس بالنسبة للمادة التعليمية.
- إطار لتحديد طبيعة ونوعية التغذية الراجعة للمتعلم.
- إطار لملاحظة أساليب تعلم الدارسين الفعالة واستغلالها.
- إطار لملاحظة أي النشاطات تمكن الدارسين من تعلّم أفضل.
ما هو الهدف من ECRIF:
إن الهدف من إطارECRIF يتجلى في توفير أداة أو طريقة نظر أو مدخل أو أسلوب عمل لما يقوم به متعلم اللغة من نشاطات، وما يفكر فيه في أثناء تعلم اللغة واكتسابها من وجهة نظر الدارس نفسه. ويركز على عملية التعلّم ذاتها التي يمر بها متعلمو اللغة في المعارف المستهدفة ومهاراتها. وهذا الجدول يوضح ما يقوم به دراسو العربية، ويفكرون فيه في أثناء عملية دراستهم للغة واكتسابها:
(استعين في إعداد هذا الجدول من هذه الصفحة: https://www.ecrif.com/the-ecrif-stages.html)
وعليه، فإن إطار ECRIF لا يهدف إلى كيفية تنفيذ الدروس اللغوية بقدر إعطاء فكرة للمدرس عن عملية تعلّم الدارس للغة واكتسابها وعملية حدوثها، وما يعتقده المتعلمون في أثناء عملية التعلّم. ويساعد هذا الإطار في كشف اللثام عن كيفية عملية التعلم في توفير نشاطات تعلّم فعّالة وممتازة في أثناء الدروس، فاكتشاف سمة معينة لدى الدارسين قد تجعل المدرس يعيد النظر في تدريباته ونشاطاته التي خطط لها مسبّقاً. وينبغي التأكيد على أن الدارسين لا يتعلمون من المادة التعليمة فحسب بل من اتجاهات المعلم وطبيعة نشاطاته وتدريباته التي قد تكون عاملاً ملهماً أو مثبطاً في آنٍ. فالمعلم التقليدي قد لا يوفر للدارس الوعي اللازم المحتاج إليه في كيفية اكتساب اللغة وتعلمها والاستفادة من الأخطاء المرحلية التي يقعون فيها على سبيل المثال.