مقالات وأبحاث متخصصة في المجال

توظيف إستراتيجية 5Cs في تعليم العربية للناطقين بغيرها

توظيف إستراتيجية 5Cs في تعليم العربية للناطقين بغيرها

by د. خالد أبو عمشة -
Number of replies: 0


 أضحى تدريس اللغة العربية ممتعًا ومليئًا بالتحديات المجزية، وأحد أكثر هذه الجوانب المجزية في عمل المدرسين هو مساعدة طلبتهم على النجاح في عملية دراستها  واكتسابها. يجب أن أشدد هنا على أن المساعدة هي الكلمة الأساسية، إذ إن للمعلمين تأثيراً كبيراً على طلابهم، ولكن في النهاية، الأمر متروك لهم. بعد التدريس بفترة قصيرة  بدأت أفكر في هذا السؤال، ما الذي يجعل الطلاب ناجحين، وكيف يمكن للمعلمين المساعدة؟ للإجابة على هذا السؤال، ادمجوا الكلمات الخمسة المبدوئة بحرف C– موضوع هذه المقالة- في تعليم اللغة العربية الناجح. وتركز هذه المجالات على تعلم اللغة خارج الفصل الدراسي كما هو الحال في داخله، وتهدف إلى إعداد الطلاب لاكتساب المهارات التي ستساعدهم على تحقيق الكفاءة اللغوية في اللغة المستهدفة. ويمكن قياس هذه المهارات حسب المعايير التي حددتها ACTFL لكل هدف. علماً بأنه توجد معايير محددة لكل مجال من هذه المجالات، ولكل هدف من أهدافها الفرعية المحددة معايير تبين كيف يمكن أن نساعد بها الطلاب على تحقيق الكفاءة اللغوية. علماً بأن هذه المعايير الخمسة قد ظهرت في عام 1996، وهي معايير تعلّم لغة أجنبية في القرن الـواحد والعشرين بحسب المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية وضعت لمعلمي اللغات الأجنبية المحترفين من أجل مساعدتهم في تعليم اللغات الأجنبية بطرق مختلفة: سهلة ويسيرة وفعّالة. ونضيف بأنه قد تعددت الوسائل والطرق والإستراتيجات التي تروم تسهيل عملية اكتساب اللغات الأجنبية وتعلمها، ومن تلكم المؤسسات الرائدة التي تحاول تقديم كل جديد في سبيل تيسير مهمة متعلمي اللغات الأجنبية المجلس العالمي لتعليم اللغات الأجنبية  The American council on the teaching of foreign languages(ACTFL)الذي اقترح خمسة معايير أو أهداف لتعلم اللغات الأجنبية عموماً بُنيت على أساسها كثير من برامج تعليم اللغات الأجنبية وعلى رأسها اللغة العربية.


معايير تعلّم لغة أجنبية في القرن الـواحد والعشرين بحسب المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية[1]

 

الهدف الأول: التواصل

يعد التواصل الهدف الأول المهم في تدريس أي لغة أجنبية وذلك حتى يتمكن الطالب من التواصل في مواقف حقيقية. وللتواصل أنواع، هي:

معيار ١. ١ – التواصل الشخصي: يشارك الطالب في المحادثات، يقدّم المعلوماتويحصل عليها ، ويعبّر عن شعوره ويتبادل الآراء مع الآخرين.

معيار ١. ٢ – التواصل التفسيري: يفهم الطالب اللغة المكتوبة والمحكية ويفسّرهما في المواضيع المتنوعة.

معيار ١. ٣ – التواصل التقديمي: يقدم الطالب المعلومات، والمفاهيم والأفكار إلى جمهور من المستمعين أو القرّاء في المواضيع المتنوعة.

 

الهدف الثاني: الثقافات

إن الذين يتواصلون بشكل جيد لا ريب هم الذين لديهم معرفة جيدة حول ثقافة اللغة التي يتعلمونها. لذلك، في هذا المحور ينبغي أن يكون المتعلم قادرًا على توصيل الثقافة من خلال اللغة، وذلك من خلال عكس ممارسات الثقافات التي تمت دراستها فيما يتعلق بوجهات النظر المختلفة والتحقيق فيها. كما يتيح ذلك للمتعلمين استخدام اللغة لاستقصاء المنتجات والمنظورات المتعلقة بالثقافة المدروسة وانعكاساتها.

معيار ٢. ١ – الممارسات والنظريات: يُظهِر الطالب فهما للعلاقة بين ممارسات الثقافة المدروسةونظرياتها.

معيار ٢. ٢ – النتاجات والنظريات: يُظهِر الطالب فهما للعلاقة بين منتجات الثقافة المدروسةونظرياتها.


الهدف الثالث: الروابط

في هذا المجال ينبغي أن يصبح المتعلمون قادرين على الاتصال بالتخصصات الكبرى التي توسع زاوية وجهات نظرهم للتعامل مع القضايا المختلفة. أي أن المتعلمين في هذه المرحلة يصبحون قادرين على توسيع نطاق معرفتهم / اكتشافها والتحقيق في تخصصات أخرى باستخدام اللغة التي في المقابل ستطور تفكيرهم النقدي. بالإضافة إلى ذلك، تطور اللغة أيضًا قدرة المتعلمين على الوصول إلى المعلومات بغض النظر عن مجالها وتقييم صلاحيتها طالما كانت متوفرة في اللغة والثقافة التي تمت دراستها.

معيار ٣. ١ – معرفة فروع المعرفة الأخرى: أن يقوّي الطالب ويعمّق معرفته بفروع المعرفة الأخرى من خلال اللغة الأجنبية أي العربية في هذه الحالة.

معيار ٣. ٢ – وجهات النظر المختلفة: يكتسب الطالب المعلومات ويميّز  وجهات النظر المختلفة، والمتوافرة فقط من خلال اللغة الأجنبية والثقافة التابعة لها أي العربية في هذه الحالة.


الهدف الرابع: المقارنات

سيكون المتعلم قادراً في هذا المجال على المقارنة من جوانب مختلفة، "مقارنات لغوية" و "مقارنات ثقافية". وفيما يتعلق "بالمقارنات اللغوية"، ينبغي أن يقدر المتعلمون على تحقيق هذه المقارنات باستخدام اللغة التي درّست فيها "المقارنات الثقافية" نفسها حيث سيتمكن المتعلم من التفكير في الثقافة واستكشافها باستخدام اللغة التي درسها.

معيار ٤. ١ – طبيعة اللغة: يُظهِر الطالب فهما لطبيعة اللغة من خلال إجراء مقارنات بين اللغة الأجنبية واللغة الأم.

معيار ٤. ٢ – الثقافة: يُظهِر الطالب فهما لمفهوم الثقافة من خلال إجراء مقارنات بين الثقافة المدروسة والثقافة الشخصية للطالب.

 

الهدف الخامس: المجتمعات

سيمكِّن هذا المجال المتعلمين من الاندماج بسهولة في المجتمعات متعددة اللغات والتفاعل مع مختلف الأعضاء بغض النظر عن اللغة التي يتحدثون بها. أي أن اللغة تجعل من المتعلم معولمًا وقادرًا على التفاعل مع العالم الخارجي دون قيود. بالإضافة إلى التواصل المعولم، فإن تعلم اللغة يجعل الطلاب متعلمين مدى الحياة غير مرتبطين بهدف واحد محدد، بل هي مهارات مدى الحياة ترافق المتعلمين في تجربة حياتهم الحقيقية وتجعلهم أكثر استقلالية في تقرير تقدمهم.

معيار ٥. ١ – خارج إطار المدرسة: يستخدم الطالب اللغة داخل إطار المدرسة وخارجها.

معيار ٥. ٢ – متعلمون مدى الحياة: يبقى الطالب متعلما مدى الحياة عبر استخدامه اللغة للمتعة والإثراء الشخصي

ويمكن القول بأن هذه الخماسية المرجعية تمثل إطاراً عاماً ومرجعاً وخارطة طريق لمعلمي اللغات الأجنبية ومتعلميها، إذ إن متعلم اللغة الجيد في نهاية المطاف هو الذي يستيطع استخدام اللغة موظفاً فيها هذه المجالات الخمسة كما سبق تعريفها: التواصل باللغة، واستيعاب الثقافة وانعكاساتها، وإجراء الروابط بين اللغة ومتعلقاتها، وعقد المقارنات والاندماج في مجتمعاتها، علماً بأن هذه الفئات الخمسة، تنقسم بدورها إلى مجالات فرعية أخرى تمهد الطريق أمام المعلمين من أجل تعليم ذي مغزى وفعال.