مقالات وأبحاث متخصصة في المجال

تعليم التذوق للناطقين بغير العربية - خطوات في الطريق إلى الدرس البلاغي للمستويات المتقدمة (الخطوة الثانية)

تعليم التذوق للناطقين بغير العربية - خطوات في الطريق إلى الدرس البلاغي للمستويات المتقدمة (الخطوة الثانية)

بواسطة - أ. محمد عادل الرويني
عدد الردود: 0



بعد أن تعرفنا في الحلقة السابقة إلى المحتوى التعليمي للخطوة الأولى من تعليم التذوق تعالوا بنا نتعرف إلى محتويات الخطوة الثانية

الخطوة الثانية:

يتعرض الطلاب في الخطوة الثانية لمجموعة من الأبيات الشعرية المتنوعة والتي تحتوي على ألوان بلاغية مختلفة يتعرف الطالب إليها بالآلية نفسها في المرحلة الأولى.

وهذا نموذج لشرح أحد الأبيات.

يقول الشاعر لبيد بن ربيعة: 

وَمَا الـمَرْءُ إِلَّا كَالهِلَالِ وضَوْئِه

يُوَافِي تَـمَامَ الشَّهْرِ ثُـمَّ يَغِيبُ

 

معاني المفردات:

المرءُ = الإنسان

يوافي = يُـتـِمُّ ويقضي

الهلال = القمر

 

ضوئه = نوره

 

شرح البيْت: 

يقول لبيدُ بنُ ربيعة: إن الإنسان كالقمر يبدأ طفلا صغيرًا ضعيفًا ثم شَابَّا قويَّا ثم يصبح شيخًا عجوزًا ضعيفًا مرَّة أخرى ثم يموت ويذهبُ وكأنَّه لم يكن موجودًا.

بلاغة البَيْتِ:

البيت تشبيه رائعٌ جدَّا لحال الإنسان في هذه الحياة بحال القمر الذي يولد هلالاً ضعيفَ الضَّوء ثم يصيرُ بدرًا قويَّ الضَّوء، ثم يأخذ في الضعف إلى أن ينتهي بنهاية الشَّهر.


تطبيقات الخطوة الثَّانية ومخرجاتها:

وبعد أن يتناول الطالبُ كَمًّا معقولاً مع معلمه في دروس حصة البلاغة يتأهل الطَّالب لفهم بيت شعري وتذوقه أو حتى محاولة البحث عن معانيه واستخراج جمالياته البسيطة.

ومن تلك التدريبات:


 (1)    حاول تذوُّقَ النُّصوص التَّالية، و ارجع إلى المعاجم ثم حللها تحليلاً لغويًا و بلاغيًا.


 1- يقول الشاعر:

كَـمْ مِنْ فَتَى يُـمْسِي وَيُصْبِحُ آمِنًا

وقَدْ نُسِجَتْ أَكْفَانُهُ وَهُوَ لَا يَدْرِي

 2 - يقول الشاعر:

لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِـمَيِّتٍ 

إنَّـمَا الـمَيِّتُ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ

 3 - يقول الشاعر:

مَنْ لَـمْ يَكُنْ فِي بَـيْتِهِ طَعَامٌ 

فَمَا لَهُ فِي بَيْتِهِ مُقَامُ

 4 - يقول الشاعر:

حَيَّاكَ مَنْ لَم تَكُنْ تَرْجُو تَحِيَّتَهُ 

لَوْلَا الدَّرَاهِمُ مَا حَيَّاكَ إِنْسَانُ



(2)   اقرأ النُّصوص الآتية وتذوَّقها ثُمَّ ناقشها مع معلمك وزملائك.

 أ -  ذُكر عَن أبي الْعَتَاهِيَة -رَحمَه الله -أَنه دخل يَوْمًا على هارون الرَّشِيدِ فَقَالَ لَهُ الرشيد: أَنْشدني. فَقَالَ أبو العتاهية: اجْعَل لي الْأمان. قَالَ أَنْت آمن فأَنْشَدَ يَقُولُ:

لَا تأمَنِ الْمَوْتَ فِي طَرْفٍ وَلَا نَفَسٍ

وَإِن تَسَتَّرْتَ بِالـحُجَّابِ والحَرَسِ

وَاعْلَم بِأَن سِهَام الْمَوْتِ نافِذةٌ

في جنب مُــدَرَّعٍ مِنَها وَمُتَـرَّسٍ

مَا بَالُ دِينكَ ترْضى أَنْ تُدَنِّسَه ُالـ

ـدُّنْيَا وثَوْبُكَ مَغْسُولٌ مِن الدَّنَسِ

تَرْجُو النَّجَاةَ وَلَم تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا

إِنَّ السَّفِينَةَ لَا تجْرِي عَلَى اليَبَسِ