هل فكرت يوماً في، ما معنى أن تكون طليقاً في اللغة العربية؟ حيث كثيراً ما يربط الناس الطلاقة بالكفاءة اللغوية. وبحكم خبرتي النظرية والعملية في تدريس العربية للناتطقين بغيرها، يمكنني القول بأن هناك فرقاً واضحاً وجليَّاً، حيث يمكن للمرء أن يكون طليقاً ولا يكون ذا كفاءة، والعكس صحيح، بحيث يمكن أن يكون المرء ذا كفاءة دون أن يكون طليقاً إذا ما نظرنا إلى ما تعنيه كل كلمة من الكلمتين: الطلاقة والكفاءة. فما هي الكفاءة وما هي الطلاقة؟

تُعرَّف الطلاقة بأنها القدرة على إيصال الرسالة بدون تردد وتعطل لغوي. وهي عند الدكتور جمال العيسوي، : "قدرة المتعلم على استدعاء أكبر عدد من الأفكار أو العادات أو الجمل أو الكلمات، استجابة لموقف ما في أسرع وقت ممكن".  وقد قمسها إلى أربعة أنواع: الطلاقة الفكرية، والطلاقة اللفظية، والطلاقة الارتباطية، والطلاقة التعبيرية. وفي المعاجم العربية: طلُق لسانُه : تكلّم من غير تعثُّر ، وحين يأتي الأمر للطلاقة في تعليم العربية للناطقين بغيرها، يحسن بنا أن نركز على بعض العناصر كالنطق، والتوقيت، وعناصر اللغة ومهاراتها. وأليس ممكنا أن تكون طليقاً باللغة العربية في عمّان، على سبيل المثال ولا تكون كذلك إذا ذهبت إلى البادية، أو إذا انتقلت من الأردن إلى مصر أو المغرب أو السودان؟ وقد استخدمت توصيفات الآكتفل والإطار المرجعي الطلاقة في المستويات المتقدمة.

                والكفاءة من جانب آخر هي المقدرة على الفهم والتواصل في اللغة، أي ما تستطيع فعله باللغة، فقد لا أكون طليقاً باللهجة المصرية أو لهجة البادية لكني ذو كفاءة عالية باللغة العربية. ويركز بعضهم في الكفاءة على كفاءة الشخص بالقراءة والكتابة، وهو اعتبار فيه ضعف إلى حدٍ ما خاصة أن الكفاءة الشفوية هي مرآة اللغة. 

وقد قسم الإطار الأوروبي قسم الكفاءة إلى ستة مستويات رئيسية بحسب الجدول الآتي:

ومعايير المجلس الأمريكي ACTFL  قسمها إلى خمسة مستويات رئيسية، ينقسم كل مستوى من المستويات الأربعة الأولى إلى ثلاثة مستويات: أدنى وأوسط وأعلى باستثناء الأخير يبقى مستوى رئيسياً واحداً، كالآتي:

أمّا مستويات الكفاءة بحسب Interagency Language Roundtable (ILR) فهي خمسة مستويات، ينقسم كل قسم إلى مستويين، كالآتي:

 

 

 

وعليه ينبغي أن نتساءل هل يتعلم المتعلم اللغة من أجل الكفاءة أم الطلاقة، أم كليهما، وعليه هل أعلّم العربية من أجل الكفاءة أو الطلاقة أو كليهما؟ فالكفاءة هي التي بنيت عليها معايير ومستويات تعليم اللغات الأجنبية، وما الطلاقة إلاّ سمة من سمات الكفاءة اللغوية.

 

---