مقالات وأبحاث متخصصة في المجال

(المشكلات التي تواجه طلاب المدارس التركية (الثانوية) في تعليم اللغة العربية للطلاب الأتراك ثانوية عمر دنجر أنموذجا مع وضع الحلول المناسبة لها)

(المشكلات التي تواجه طلاب المدارس التركية (الثانوية) في تعليم اللغة العربية للطلاب الأتراك ثانوية عمر دنجر أنموذجا مع وضع الحلول المناسبة لها)

by othman alazzawi -
Number of replies: 0

  

إعداد :عثمان العزاوي من العراق خريج جامعة الموصل ليسانس لغة عربية، مدرس لغة عربية (سابق) لغير الناطقين بها   في ثانوية عمر دنجر للآئمة والخطباء ـ تركيا ـ كارامان. وبالوقت الحالي طالب دراسات عليا (ماجستير لغة عربية) في جامعة جنكري ـ تركيا، أنهيت السنة الأولى (الكورس التحضيري) . 

  Summary:

Teaching the Arabic language for non-native speakers from the point of view of Dr. Abdel Rahim: It is the transfer of what is in my mind to the minds of learners with addition, so the meaning of my mind is summarized by what it contains of deep, superficial structures and diverse cultures, the teacher has acquired on a personal level, so teaching Arabic does not stop at the language limit, but you know you must provide the recipient with the insights and ideas in your mind, and this summarizes the differences between one teacher and another , To learn any language it is necessary to learn the four language skills (listening skill, reading skill, speaking skill, writing skill).

The problems facing Turkish high schools in general, and Omar Danger high school in particular and ways to solve them:

The field of teaching Arabic to non-native speakers suffers from many problems that have greatly affected learners, in addition to the erroneous belief in linking the Arabic language to Islamic religious studies, and not distinguishing between teaching Arabic to its natives students, and teaching it to foreign students. The difficulties of learning the Arabic language for Turkish students vary according to different factors, such as the phonological differences between the Arabic language and the Turkish language, as well as the difference in the formation of sentences and other difficulties.

To reach appropriate solutions to these problems, we must follow and use the best modern educational means such as providing modern electronic devices in the classroom, encouraging Turkish students to mix with the Arabs in order to master the language well, and enrich their language skills, in addition to that choosing an efficient teacher with great experience in the field of teaching Arabic to non-native speakers, and other appropriate solutions that must be followed to raise the educational level of learners

 

 

الملخص:

تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من وجهة نظر دكتور عبدالرحيم: هو نقل ما في ذهني إلى أذهان المتعلمين وزيادة، فمعنى ذهني فيتلخص فيما يحتوي عليه من بنى عميقة وسطحية، وثقافات متتنوعة، اكتسبها المعلم على المستوى الشخصي،فتعليمعك العربية لايقف عند حد اللغة بل وأنت تعلم لا بد لك من أن تقدم للمتلقي ما في ذهنك من رؤى وأفكار، وهنا تترخص الفروقات بين معلم وآخر، إن لتعلم أي لغة لا بد من تعلم المهارات اللغوية الأربعة وهي (مهارة الإستماع ، مهارة القراءة ، مهارة المحادثة ، مهارة الكتابة).

المشكلات التي تواجه مدارس الآئمة والخطباء التركية بصورة عامة، وثانوية عمر دنجر بصورة خاصة وطرق حلها:

يعاني مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من مشكلات كثيرة أثرت بشكل كبير على المتعلمين؛ إضافة إلى الاعتقاد الخاطئ في ربط اللغة العربية بالدراسات الشرعية،وعدم التمييز بين تدريس اللغة العربية لأبنائها،وبين تدريسها للطلاب الأجانب. إن صعوبات تعلم اللغة العربية للطلاب الأتراك تتنوع تبعا لإختلاف عوامل عديدة،كالفروق الصوتية بين اللغة العربية واللغة التركية،وكذلك اختلاف تكوين الجمل وغيرها من الصعوبات الأخرى.ولنصل إلى حلول مناسبة لهذه المشكلات يجب إتباع واستخدام أفضل الوسائل التعليمية الحديثة مثل:  توفير الأجهزة الإلكترونية الحديثة داخل الفصول، تشجيع الطلاب الأتراك على الاختلاط  مع العرب من أجل إتقان اللغة بسكل جيد، وإثراء مهاراتهم اللغوية؛ إضافة إلى ذلك اختيارمعلم لديه خبرة ودراية  كبيرة في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها؛ لأن تعلم اللغة العربية كلغة ثانيةعملية مشتركة تقع على عاتق المعلم، والمتعلم معا.

 

 

 

المقدمة:   

إن اللغة العربية التي كانت لغة العلم، والتكنولوجيا، والمخترعات الحديثة لفترة زمنية طويلة، وهي من أهم مقومات الحضارة العربية الإسلامية، استطاعت أن تستوعب تراث الحضارات القديمة كالفارسية، والرومانية، واليونانية، وتهضمها وتضيف إليها، رغم تباعد الديار واختلاف البيئات.

إن الهدف الأساسي لأي لغة هو: التواصل اللغوي بين أبناء المجتمع الواحد، والتواصل اللغوي: هو انتقال المعلومات، والأفكار بين شخصين، أو أكثر لأجل التفاهم ،حيث إن اللغة هي منهج الفرد في التفكير؛ فالفرد يستخدم الألفاظ والتراكيب، والجمل في كلامه ،وكتابته ويستمع إليها من الآخرين، فباللغة يتعلم الإنسان من الآخرين، ويكتسب معارفه ،وجزءا كبيرا من ثقافته، وخبراته ،ومهاراته في العمل،وفي العيش في مجتمعه المحلي والعالمي،كما أنها اسلوب من الأساليب التي يستعين بها في حل مشاكله ،والتواصل مع الآخرين،فاللغة ليست مجرد ألفاظ مسموعة أو مقروءة أو مكتوبة،أو منطوقة فحسب؛بل تتعدى كل ذلك إلى كونها منهجا لنمو التفكير ومهاراته المختلفة،واللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي تجمع جميع المسلمين من كل بقاع العالم ؛ ومن بينهم الشعب التركي، لأن الأتراك أغلبهم مسلمين،لهذا السبب ظهر الاهتمام الكبير باللغة العربية في تركيا، والإقبال على تعلمها في الجامعات والمدارس والمراكز المختلفة.

اخترت هذا الموضوع(المشاكل والحلول التي تواجه طلاب مدارس  الآئمة والخطباء في تعليم اللغة العربية  للطلاب الأتراك  ثانوية عمر دنجر إنموذجاً ) استطعت من خلال موضوعي طرح المشاكل التي تواجه طلاب مدارس الآئمة والخطباء  التركية بصورة عامة ،وثانوية عمر دنجر بصورة خاصة، ومعالجتها معالجة دقيقة؛ مثلا المشكلات الصوتية، وعدم التفريق بين حروف (الزاي والذال، والظاء والضاد) ،ومشكلة صعوبة تكوين الجمل ،ومشكلات صوتية وإملائية، ومن ثم قمت بوضع الحلول المناسبة لهذه المشاكل التي تواجه الطلاب الأتراك ،ومعرفة أماكن الصعوبة، من أجل التغلب عليها في المستقبل من قبل المعلمين القائمين على تعليم اللغة العربية للطلاب الأتراك ،واتباع أفضل وسائل التدريس الحديثة سواء على مستوى المناهج الدراسية، أو على مستوى الأجهزة الإلكترونية التي تستخدم من قبل المعلمين داخل الفصول التعليمية من أجل إيصال المنهاج الدراسي للمتعلم بأحدث وأسهل الطرق ،وذلك من خلال مواكبة  الوسائل التعليمية الحديثة.

يحتوي موضوع مقالتي على مبحثين: المبحث الأول: (تعليمية اللغة العربية لغير الناطقين بها) تحدثت به عن كيفية تعليم اللغة العربية للطلاب الأجانب بصورة عامة، بجميع المهارات اللغوية (مهارة القراءة، مهارة الكتابة، مهارة الإستماع، مهارة المحادثة).

أما المبحث الثاني عن: (المشكلات التي تواجه مدارس الآئمة والخطباء التركية بصورة عامة،وثانوية عمر دنجر بشكل خاص، وطرق حلها ) تحدثت في هذا المبحث عن الصعوبات التي تواجه المدارس التركية (الثانوية) بشكل عام وثانوية عمر دنجر بصورة خاصة، اخترت ثانوية عمر دبنجر لأني عملت بها، وسلطت الضوء على جميع المشاكل التي وجدتها عند الطلاب في تعليم اللغة العربية كلغة ثانية، وبعد ذلك وضعت الحلول المناسبة لها.

  

 

  المبحث الأول (تعليمية اللغة العربية للناطقين بغيرها)

 

تعليمية اللغة العربية للناطقين بغيرها:

 

من المعروف أن مشكلات التعلم هي مصطلح عام يصف مجموعة من المتعلمين الذين يظهرون انخفاضا  في التحصيل الدراسي عن زملائهم الذين في نفس أعمارهم ومستواهم الدراسي ؛ مع أنهم يتمتعون بذكاء عادي إلا أنهم يظهرون صعوبة في بعض العمليات المتصلة بالتعلم كالفهم، والتفكير، والإدراك نتيجة؛ لعوامل وراثية، أو مرضية ، أو بيئية  تؤثر على الجهاز العصبي للفرد مما يؤدي إلى نقص الذكاء، وتظهر أثارها في ضعف مستوى الفرد في المجالات التي ترتبط بالنضج، والتعليم، والتوافق النفسي، ويستبعد من هذه الحالات ذوي الإعاقة العقلية، والمضطربين انفعاليا، والمصابين بأمراض، وعيوب السمع، والبصر، وذوي الإعاقات المتعددة ، حيث إن إعاقتهم قد تكون سببا مباشرا ً للصعوبات التي يعانون منها ومشكلات متعددة .

 إن تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، أي  تعليمها للأجانب الذين ليست لغتهم الأصلية،كأمريكا، ولندن، وفرنسا ،وغيرها من البلدان.

وقد عرفها الدكتور عبدالرحيم بقوله: هو نقل ما في ذهني إلى أذهان المتعلمين وزيادة. (منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية ، رائد عبدالرحيم ، مقال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها 2016) .

أما معنى ذهني، فيتلخص فيما يحتوي عليه من بنى عميقة، وسطحية، وثقافات متنوعة، اكتسبها المعلم على المستوى الشخصي، فتعليمك العربية لايقف عند حد اللغة بل وأنت تعلم لا بد لك من أن تقدم للمتلقي ما في ذهنك من رؤى وأفكار، وهنا تترخص الفروقات بين معلم وآخر، ومن الضرورة أن نشير أن لتعلم أي لغة لابد من تعلم المهارات اللغوية الأربعة وهي: مهارة المحادثة، ومهارة الكتابة والذان يعتبران مهارتين إنتاجيتين؛ إضافة إلى تعلم مهارة القراءة، ومهارة الاستماع . 

 

ولابد أن نشير أنه لتعلم أي لغة لا يكون دفعة واحدة، وإنما عبر مستويات تعليم، ومن مستويات تعليم، وتعلم اللغة حسب الإطار الأوروبي هي ثلاثة مستويات مقسم كل مستوى إلى إثنين:

  • المستوى المبتدئ ( a2ـ  a1 )
  • المستوى المتوسط ( b2ـ  b1)
  • المستوى المتقدم (c2 ـ c1  )

(الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات،عبدالجواد،2008،ص28). 

 

  1. إن تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها  في البرامج التعليمية العامة ،يجب أن يستخدم المعلم  الفصحى بعيدا عن اللهجة العامية، وسبب رفضنا استخدام العامية هو لعدة إعتبارات( طعيمة ،تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها،1998 م، ص44_43 ):
  2. الإعتبارات الدينية: إن العامية لا تساعد على الإتصال بالحرف العربي المطبوع.ومن ثم يعجز متعلموها عن قراءة القرآن الكريم وكتب الحديث النبوي الشريف وغيرهما من كتب التراث الإسلامي.
  3. الإعتبارات القومية: إن العامية تفرق بين الشعوب العربية. وتقطع من روابط الفكر ما كان من شأنه توحيد الإتجاه، وتدعيم الصلات بين أبناء الوطن العربي. 
  4. الإعتبارات التربوية: ثبت من دراسة أجراها أحد المعلمين في أمريكا أن الدارسين الذين يبدأون بتعلم الفصحى يكونو أقدر على تعلم العامية، أسرع من الذين يبدأون تعلم العامية ثم يتحولون إلى دراسة الفصحى.
  5. الإعتبارات اللغوية: العامية أضيق لفظا ، وفكرا من الفصحى ، وإذا بدا أمامنا قصور عن التعبير عن بعض المفاهيم بالفصحى ؛ فليس في العامية غالبا من يجبر هذا القصور.

 

  1. الإجراءات التعليمية : (الراجحي ، علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية ،2004م،ص122 ـ 123)

لا شك أن العمل الذي يجري الآن في تعليم العربية لغير الناطقين بها يفضل من حيث بعض الإجراءات التعليمية ماهو معمول به في تعليم العربية لأبنائها؛ فثمة عدد من المختصين في علم اللغة ممن يعرفون الوصف العلمي للغات ، ويتصلون بالجوانب الأخرى في العملية التعليمية كعلم اللغة النفسي، وعلم اللغة الإجتماعي، ولديهم الإستعداد للتواؤم مع مايستحدث من وسائل لتطوير تعليم اللغة الأجنبية ، ويسعون في الأغلب إلى متابعة المؤتمرات ،لكن ذلك كله لا يزال في حاجة إلى تطوير حقيقي؛ فليس مهما أن تكون لدينا معامل لغوية، أو وسائل سمعية بصرية، أو حاسبات آلية، لكن المهم أن تكون لدينا معامل لغوية (المواد) العربية بهذه الوسائل من المكتبة الصوتية الشاملة، وأفلام المواقف اللغوية، والتدريب الذاتي ، وبرامج الحاسب الآلي التي نعدها نحن وفقا لأهداف المقررات.


  1. إعداد المدرسين :                                                                     

يجب أن يكون المعلم متخصص بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وإعداده إعدادا صحيحا ؛ لأن تعليم اللغة الثانية بالنسبة للمعلم تختلف عن تعليم اللغة لأبنائها، وقد كان الشائع ولا يزال أن أي متخصص في اللغة العربية يصلح أن يدرس العربية كلغة أجنبية ، بل إن عددا من غير المختصين في العربية يتولى تعليمها في أماكن كثيرة من العالم ، وهذا خطأ بالغ؛ فلا هؤلاء ولا أولئك يصلحون لهذا العمل ؛ لأنه يحتاج إلى إعداد خاص ، يسترط أولا تخصصا في العربية بحيث يكون عارفا بتاريخها ، وأنماطها ، ونصوصها ، واستعمالها في الاتصال .ثم لا بد له من إعداد علمي في علم اللغة التطبيقي يقف فيه على أساليب تعليم اللغة الأجنبية ، ويمارس التجربة العملية تحت الإشراف، ثم لا يتوقف عند هذا الحد ، بل لا بد أن يتلقى كل فترة دورة تدريبية يطلع فيها على (تقويم) التجارب السابقة ، وعلى مايجد من مقررات وأساليب ووسائل.

 

  

 

المبحث الثاني  (المشكلات التي تواجه المدارس التركية (الثانوية)  بشكل عام وثانوية عمر دنجر بشكل خاص في تعليم اللغة العربية للطلاب الأتراك مع وضع الحلول المناسبة لها)

 

  المشكلات التي تواجه طلابمدارس الآئمة والخطباءالتركية (الثانوية)بشكل عام :

 يعاني مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من عدة مشكلات، وعوائق أثرت بشكل كبيرعلى المتعلمين، ويكون سبب المشكلات إما المتعلم، أو المعلم، وتنقسم المشكلات إلى مشكلات خاصة، ومشكلات عامة، ومن أبرز المشكلات العامة هي: ( عبدالعزيز، مشكلات عامة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها،2001،ص3) 

  • كثافة الطلاب في الفصول .
  • إنتماء الطلاب إالى ثقافات مـتعددة ومتباينة .
  • تفاوت المستوى اللغوي للطلاب.
  • كثرة الفروق الفردية بين الطلاب .
  • قلة تجاوب الطلاب مع المعلمين.
  • عدم إهتمام الطلاب بمظهرهم وخاصة بعض الطلاب لا يشاركون في الأنشطة التعليمية.
  • وجود إتجاهات سلبية نحو اللغة العربية من بعض الطلاب.
  • ضعف المدرس في بعض مهارات اللغة،  وعناصرها، وقلة برامج الاعداد للمعلم .
  • عدم قيام بعض الطلاب بأداء الواجبات المنزلية.
  • عدم توفر الوسائل التعليمية.

أما أهم المشكلات الخاصة فهي :

  • مشكلات خاصة بتعلم الأصوات.
  • مشكلات خاصة بدراسة النحو .
  • مشكلات خاصة بالدلالة.
  • مشكلات خاصة بفهم الثقافة العربية .
  • مشكلات خاصة بمهارة الإستماع.
  • مشكلات خاصة بمهارة القراءة .
  • مشكلات خاصة بمهارة المحادثة .
  • مشكلات خاصة بمهارة الكتابة.
  • مشكلات تربوية ونفسية.

 

  • مشكلة المبالغة في ربط اللغة العربية بالدراسات الشرعية بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها : (إضاءات، الفوزان، 1431ه، ص 80 ـ 89 ـ 90 )

يتصور المعنيين بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها أن المتخرج في أحد التخصصين (شريعة ـ لغة عربية) يستطيع أن يقوم بتدريسهما معا وبدرجة واحدة أو متقاربة ، ولا سيما إذا كان الدارس من المتخرجين في الجامعات العربية ، هذه المبالغة في ربط التخصصين ببعضهما أدت إلى الإعتقاد الخاطئ بأن من يعطي دورة شرعية يستطيع أن يقدم دورة في تعليم اللغة العربية. كما أن هذا الربط أدى إلى ترتيب مواد كتب تعليم اللغة العربية ومفرداتها ترتيبا مراعى فيه أهمية الموضوع "الشرعية أو العامة" دون مراعاة للتدرج اللغوي في تعليم اللغة ، هذا التدرج قد يقتضي تقديم بعض المواد وتأخير أخرى، بمعزل عن أهميتها الشرعية. كما أن هذا الربط أدى إلى قلة الدورات التدريبية التي ترفع من مستوى معلم  العربية وتؤهله لتعليم العربية لغير الناطقين بها، وقد كثرت في المقابل الدورات الشرعية.

  • مشكلة عدم التمييز بين تعليم العربية لأبنائها وتعليمها لغير أبنائها  : 

من يطلع على كتاب سيبويه يجد أن بداية التأليف النحوي اهتمت بالتفاصيل والتفسيرات واستنباط العلل والأحكام ؛ ولذلك فهي قواعد علمية أكثر منها تعليمية، وهذا ما جعل خلف الأحمر صاحب "مقدمة في النحو" يلجأ إلى أسلوب آخر في التعليم ، يتبين لنا أن النحو العربي وضع للناطقين بالعربية ليلبي حاجات بدت ملحة بعد اختلاط العرب بالعجم. ولكن هذا النحو، وإن وضع لأهل العربية فقد فصلّ فيما لا يحتاجه العربي؛ فيما يعد مما اكتسبه العرب اكتساباً، وأصبح من كفاياتهماللغوية، لكن ما نشاهد من قبل بعض المعلمين لغير الناطقين بها هو تعليم النحو العربي بنفس طريقة تعليمه للناطقين بالعربية مما يؤدي إلى النفور من العربية من قبل المتعلمين، وعدم الاستمرار بتعلمها لما رأوه من صعوبة في طريقة توصيل المادة لهم.

  • معلم اللغة العربية في الثانويات التركية  : (الدياب، المشاكل التي تواجه الأتراك في تعلم اللغة العربية والمقترحات،2012م،ص105)         

 

إن من المشكلات والعوائق التي التي تواجه المتعلمين في الثانويات التركية على وجه العموم هو أن البعض من مدرسي هذه الثانويات هم من القدامى الذين استلموا مهنة تدريس العربية منذ زمن ، فبعضهم يدّرس العربية منذ خمس عشرة سنة، ويدور هؤلاء المعلمون في دائرتين، الدائرة الأولى الرواسب القديمة في عملية التدريس التي تعتمد على الإلقاء والتي تجعل عملية التعليم تتمركز حول الرواسب القديمة في عملية التدريس التي تعتمد على الإلقاء والتي تجعل عملية التعليم تتمركز حول المعلم وحده وتستبعد الطالب كشريك في العملية التعليمية، وبذلك تعمق عمل المعلم الذي أسس على أساليب خاطئة، وأما الدائرة الثانية فإن تعليم العربية في هذه الثانويات يقوم على التعليم الروتيني الذي يسير في إتجاه واحد فلا يوجد محاولات من قبل بعض المعلمين لكسر هذا النهج وهذا الروتين. 

 

  1. المشكلات التي تواجه ثانوية عمر دنجرمع وضع الحلول المناسبة لها (الجانب التطبيقي):

إن مشاكل تعليم اللغات لغير الناطقين بها كثيرة ومتداخلة ، كما أن تعليم اللغات في بيئة تختلف عن بيئتها الطبيعية يزيد من الصعوبات والتعقيدات التي يواجهها الطالب ، أو المتعلم ، فإذا تحدثنا عن تعلم اللغة العربية في البيئة التركيةومن خلال تجربتي في تعليم اللغة العربية للطلاب الأتراك نجد أن صعوبات تعلمها تتنوع تبعا لإختلاف عوامل عديدة ؛ كالفروق الصوتية بين اللغة العربية واللغة التركية ، وكذلك إختلافات تكوين الجملة ، واختلاف البيئة التي تحيط بالمتعلمين، أيضا عدم توفر المعلم الجيد الذي يتقن الحديث باللغة العربية ، والبرنامج المناسب لتعلم اللغة العربية ، وبالنظر في تلك المشاكل نجدها مقسمة بين ثلاثة (الطالب ـالمعلم ـ البيئة التعليمية) وهي نفسها عناصر التعليم الرئيسية،كما أن تلك المشاكل يتعلق بعضها بالجانب اللغوي ويتعلق بعضها الآخر بالمشاكل الإجتماعية الخاصة بالبيئة التركية ، ويمكن إجمال المشاكل التي تواجهثانوية عمر دنجر(تركيا كارامان) في تعليم اللغة العربية للطلاب الأتراك:ـ

أولاً.البيئة التعليمية: وتتمثل البيئة التعليمية هنا في :

  • المجتمع التركي.
  • المنهج الدراسي.

حيث يتسم المجتمع التركي بإعتزازه بلغته والقليل النادر من يعرف لغة أخرى، سواء كانت اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية أو أي لغة أخرى، فمن المألوف أن تسير في الشوارع لتجد جميع المحلات والمتاجر بلافتات تركية ،حتى التلفاز يتكلم اللغة التركية فقط إلا قناة القرآن الكريم ، والحديث النبوي الشريفلاعتزاز الأتراك بلغتهم وإهتمامهم بها، ولكي يخرج جيلا يحب اللغة العربية ويجيدها لابد من وجود بيئة ملائمة ومناسبة تتحدث اللغة العربية . ولحل هذه العوائق والمشاكل تم تصميم مجموعة المدارس الثانوية الجديدة المتصصة بتعليم اللغة العربية للطلاب الأتراك في الصف التحضيري، تكون مدرسة داخلية ، فيعيش الغالب من الطلاب في داخل المدرسة (السكن الطلابي) ويعودون إلى بيوتهم في أوقات العطل ،والبعض من يبقى أشهر في السكن الطلابي دون العودة إلى أهله بسبب بعد مدينته عن المدينة التي يدرس بها،كما تم تزويد جميع الفصول في هذه المدرسة (أجهزة العروض التقديمية ، وأجهزة العرض الرقمية التفاعلية) لا يتم الاعتماد على التلقين والحفظ فقط من المناهج الدراسية، بل ينتقل الأمر للاهتمام بالتطبيق والاستماع والمشاهدة ، ويوجد في داخل المدرسة جميع احتياجات  الطلاب ، فيتوفر بها الملاعب الرياضية بجميع أنواعها (كرة السلة .. كرة الطائرة .. كرة القدم.....) والمكتبة التي تحوي كتبا في مختلف الجوانب ، وأماكن الحاسوب، والأماكن الصوتية ،كما يوجد قاعة لعمل الإجتماعات والمؤتمرات أو تقديم عرض مسرحي أو فني باللغة العربية، كما أن جميع اللأفتات في داخل المدرسة (ثانوية عمر دنجر) مكتوبة باللغة العربية ،فعندما يدخل الطالب للمدرسة يشعر كأنه في بيئة عربية متكاملة.

ومن المشاكل المهمة أيضا  التي تواجه ثانوية عمر دنجر هي مشكلة المنهج الذي يتم تدريسه؛ حيث أن كل المناهج والبرامج المتاحة قديمة، تعتمد فقط على تعليم النحو وبعض النصوص، ولا تتطرق على التدريب للمحادثة أو التحدث باللغة العربية.

ولحل هذه المشكلة تم إعتماد منهج جديد لتعليم اللغة العربية (سلسلة اللسان في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها) يحتوي على ثمانية أجزاء، حيث يوجد في كل كتاب أقراص صوتية مسجل عليها جميع دروس المنهج، ويوجد في داخل القرص العديد من التدريبات الصوتية التي تميز بين الحروف المختلفة، كما يوجد دروس إملائية من أجل تسهيل تعلم اللغة العربية للمتعلمين .

 

ثانيا : المعلم:

المعلم هو ركن أساس ومهم في العملية التعليمية،إن الأداء التدريسي للمعلم أحد المعايير الأساسية للحكم على جودة التعليم بما يتناسب مع الجوانب التربوية الحديثة، لكن تتمثل مشكلة المعلم الرئيسية في الجمهورية التركية(المعلم التركي) أن الكثير من المعلمين   يجيدون قواعد اللغة العربية ، ولكن لايجيدون التحدث بها، لأن المعلمين تعلموا القواعد فقط ولم يجدوا من يشجعهم ويعلمهم المحادثة،فكيف يمكن لهؤلاء العلمين تعليم الطلاب خلال عام دراسي وهم بالأساس لايجيدون الحديث بها؟

وللتغلب على هذه المشكلة تم توظيف مجموعة من المعلمين العرب الذين تخرجوا في كليات اللغة العربية ، ولديهم خبرة في تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها. .

 

ثالثا : الطالب:

هو الهدف والعنصر المهم في العملية التعليمية، فلا فائدة من دراسات لغوية تهتم بالتنظير وتبتعد كل البعد عن التطبيق العملي لتوصيل نتائج النظريات العلمية وتطبيقها، فاللغة العربية لديها الكثير من الأصوات التي لاتوجد في اللغة التركية ، وقد لوحظ مع التطبيق العملي لمنهج تعليم اللغة العربية الجديد اكتشاف مجموعة من المشاكل في التحصيل اللغوي، ربما تعود لاختلاف المستويات العلمية بين الطلاب، لذلك تم اعتماد مجموعة من الخطوات للتعامل مع الطلاب داخل المدرسة  (ثانوية عمر دنجر) :

الاستماع والفهم

يتم عرض مواد صوتية للطلاب ومناقشتهم ومعرفة مدى فهمهم للمادة العلمية ، ومن ثم يتم تكليف كل طالب بكتابة مجموعة من الجمل المتنوعة من المادة  الصوتية التي سمعها، وبعد ذلك يتم عرض المادة الصوتية مكتوبة لكي يقارن الطلاب ما تم فهمه في النص الأساسي . كذلك تم الاهتمام بعرض أفلام أو رسوم متحركة مرئية باللغة العربية وغير مترجمة، لكي يتعلموا نطق الكلمات بشكل جيد،ومعرفة كلمات جديدة من خلال الاستماع. تقسيم الطلاب إلى مجموعات :

 كل مجموعة ستة طلاب ، وتكون على شكل مسابقة بين جميع الطلاب، حيث أن غاية مثل هكذا مسابقات هو من أجل زيادة التحصيل اللغوي للطلاب، وتنمية المفردات اللغوية ، وفهم المترادفات لديهم.  المستوى اللغوي : 

حيث تم عمل امتحان بسيط فيما يخص جانب القراءة والتمييز بين الحركات والحروف،وتم تقسيم الطلاب على فصول دراسية حسب المستوى اللغوي لكل طالب،هذا التقسيم من شأنه أن يقوم بتحفيز الطلاب على القراءة والاجتهاد ومتابعة دروسهم بشكل مستمر.

استخدام أجهزة حديثة داخل الفصل:

فبجانب منهج سلسلة اللسان تم استخدام المواد العلمية الحديثة ،وتقديمها بواسطة الأجهزة الإلكترونية المختلفة مثل (الداتا شو والعروض التقديمية ، وأجهزة العرض التفاعلية) حيث أثبتت التجارب العلمية إن أفضل طريقة لتعلم اللغة الجديدة هو التعلم بصورة غير مباشرة، عن طريق استخدام اللغة في اللعب ومشاهدة التلفاز، من خلال الأجهزة الإلكترونية الحديثة.

الندوات العلمية:                      

 عمل دعوة مستمرة لمجموعة من أساتذة الجامعات والمثقفين ، لتقديم مجموعة من التوجيهات التي تخص الطلاب في محتلف الجوانب من أجل تشجيع الطلاب على الإجتهاد ورفع مستواهم العلمي

الاهتمام بالمسابقات بين المدارس الثانوية

حيث تقيم الحكومة التركية مجموعة من المسابقات الأدبية (مسرحية ـ شعر ـ خطابة ) حيث تم حث الطلاب في ثانوية عمر دنجروتشجيعهم في الاشتراك بها ، وأغلب الطلاب الذين اشتركوا في مثل هكذا مسابقات إزداد تحصيلهم اللغوي، وأصبحوا يتكلمون اللغة العربية بشكل جيد.

اجتماعات أولياء الأمور

حيث يتم  عمل اجتماع لأولياء الأمور للاطلاع على مستوى أبنائهم، ومعالجة الدروس التي يجدون صعوبة فيها من أجل التغلب عليها، وهذا الأمر يتم بالتنسيق مع المعلم وأولياء الأمور.

- ممارسة اللغة العربية خارج بيئة المدرسة:

من خلال تجربتي مع طلاب ثانوية عمر دنجر، تبين لي أن الطلاب الذين يتحدثون اللغة العربية بشكل جيد، كان سببه الأتصال مع العرب المقيمين في تركيا ،والتحدث معهم بشكل مستمر ، مثلا كان لدي مجموعة من الطلاب الذين أُدرسهم كانوا يأتون معي عندما أذهب إلى  السوق ، وكلما نجد عرب في السوق اشجعهم على الحديث معهم باللغة العربية ،واستمروا على هذا الأمر ، إلى أن  أتقنوا اللغة العربية، وأصبحوا يتكلمون بها بشكل جيد.

   

التوصيات والإقتراحات

  1. توصيات للمعلمين:
  2. الإلتزام بالحديث مع الطلاب( داخل بيئة المدرسة) باللغة العربية الفصحى،والابتعاد عن الحديث باللهجة العامية.
  3. يجب تحبيب الطلاب للغة العربية من خلال تسهيل وشرح الموضوع بأبسط الطرق، لأن الطالب عندما يحب المادة بالتأكيد سيحب الأستاذ والنتيجة سيجتهد بتحضير الدروس ويتقن اللغة العربية بشكل جيد.
  4. عدم الاعتماد على المنهج المعتمد من قبل وزارة التربية التركية،بل يجب المتابعة المستمرة لأفضل الطرق التعليمية الحديثة.

 

  1. توصيات للقائمين على إدارات المدارس الثانوية بصورة عامة ، وثانوية عمر دنجر بصورة خاصة:
  2. عمل مسابقات مستمرة بين الثانويات التركية كالشعر والمسرحية والخطابة من أجل أن تزداد مهارة الطلاب اللغوية وإتقانها.
  3. الاهتمام بمكتبة المدرسة وتزويدها بالكتب والمجلات العلمية المكتوبة باللغة العربية.
  4. عمل برامج صيفية خاصة   بالمحادثة، لطلاب ثانوية عمر دنجر،خلال العطلة الصيفية،وذلك من خلال اختلاطهم مع العرب ،ويكون التحدث باللغة العربية حصرا، فخلال فترة وجيزة ستكون النتائج جيدة،وسيتكلمون اللغة العربية بشكل أفضل مما كانوا عليه.

 

  1. توصيات للطلاب:
  2. أسهل طريقة لتعلم اللغة العربية  بعد بيئة المدرسة هو الإختلاط مع العرب والتحدث معهم ،فوجود الجالية العربية في تركيا فرصة كبيرة للطلاب الأتراك لتعلم مهارة المحادثة بشكل جيد.
  3. يجب أن يكون الطالب محبا للغة العربية ،يبذل الوقت والجهد من أجل تعلمها، لذا ينصح أن لا يدخل هذه المدارس إلا من يريد أن يتكلم اللغة العربية.

 

النتائج:

 

  1. ممارسة اللغة العربية في الأماكن الخارجية من خلال الاختلاطمعالعرب،وهذا الشيء ستكون نتائجه إيجابية، وهو تعلم اللغة العربية بشكل غير مباشر.
  2. زيادة العلاقات بين إدارات المدارس ومراكز وكليات تعليم اللغة العربية مع جميع البلدان العربية؛ وبالتالي سيتم اكتساب خبرات ومهارات حديثة في تعليم اللغة العربية للطلاب الأتراك .
  3. إن عدم اعتماد المعلم على المنهج المقرر فقط ،واتباع طرق التدريس الحديثة سيزيد من مهارة المعلم التطبيقية في تعليم الطلاب للغة العربية ؛ وبالتالي ستنمي مهارة الطلاب اللغوية. .
  4. إن معرفة أماكن الصعوبة لدى الطلاب الأتراك من قبل المعلم في تعليم اللغة العربية سيقلل العقبات، من خلال التركيز على الجوانب التي يخفقون بها ،والإرتقاء بهم لأفضل مستوى.
  5. إن عمل الإختبارات المتكررة ستزيد من تحفيز الطلاب على المتابعة المستمرة للدروس وبالتالي سيزيد من إجتهاد الطالب، وإتقانه للغة العربية.

 

  

قائمة المصادر والمراجع:


  • أحمد، الدياب، المشاكل التي تواجه الأتراك في تعليم اللغة العربية والمقترحات "أطروحة ماجستير" ط2012م.
  • رائد،عبدالرحيم، مقال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها،منتدى مجمع اللغة العراللغة العربية لغير الناطقين بها، ط1431ه.
  • رشدي أحمد،طعيمة، تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ،مناهجه وأساليبه، ط1989م، عميد كلية التربية، جامعة المنصورة. مصر.
  • عبدالرحمن، الفوزان، إضاءات،ط 1431 هـ.
  • عبده،الراجحي، علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية، أستاذ العلوم اللغوية بجامعة الإسكندرية ، عضو جمع اللغة العربية ،ط 1425ه ـ 2004م.
  • علا وآخرون، عبدالجواد، الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات، ط2008م.
  • محمد حميد،عبدالعزيز، مشكلاتعامة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها،المؤتمر العلمي السادس ،تعليم العربية لغير الناطقين بها، الواقع والتحديات المنعقد بدار الضيافة بجامعة عين شمس في الفترة من 12ـ 13 يوليو، الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة، ط 2001م.

 

  

 هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن دليل العربية