تُعدّ الطلاقة اللغويّة مطلباً عند متعلمي العربيّة من الناطقين بغيرها يحاولون بلوغه عبر تدرجهم في المستويات اللغويّة، وهدفاً عند الأساتذة يرجون تحقيقه إلى جانب تحقيق الدّقة اللغويّة التي لا يمكن فصلها عن الطّلاقة في الحكم على تقدّم الطلبة في مستواهم اللغويّ. وتصبح أكثرأهميّة كلّما تقدّم الطالب في مستواه اللغويّ وقطع شوطاً لا بأس به في طريق تعلّمه للغة .
وتشير الطلاقة إلى السّلاسة في نطق الأصوات والكلمات والجمل عند التحدّث باللغة المُتعلّمة دون حدوث انقطاع أو تردد أو فترات صمت للبحث عن المفردات أو محاولة تصحيحٍ ذاتيّ لتركيب الجملة أو إنشائها. فهي تدل عموماً على مستوى متقدم من إتقان اللغة المُتعلّمة وسلاسة استخدامها في تحقيق تواصل فعّال.ويستطيع فهمه المستمع الناطق باللغة من أبناء اللغة الذين لم يعتادوا على التعامل مع غير الناطقين باللغة.
ولعل تحقيق هدف الطّلاقة اللغويّة عند الطلبة أول ما يرجوه الأساتذة؛ لما له من أثر في تعزيز ثقة الطلبة بأنفسهم، والشعوربالإنجاز، وتنمية الدافعية لديهم. ولا يقتصر أثر تحقيق هذا الهدف على الطلبة حسب، إنما ينعكس أيضاً على الأساتذة،فيشعرون بالراحة أكثرفي تقديم دروسهم؛ فوجود الطّلاقة عند الطلبة قد يوفّر الوقت والجهد على الأستاذ، ويستطيعون تقديم مواد تعليميّة أكثر كمّاً وكيفاً والتركيز على الدّقة اللغويّة أكثر، عدا عن الشعور بالإنجاز الحقيقيّ.
ولا تقتصر الطّلاقة على مهارة التحدّث حسب إنّما تتمثل أيضاً في سهولة وسلاسة قراءة النصوص المكتوبة باللغة المُتعلّمة، وفهمها، وإدراك معانيها الحقيقية والمجازية، وفهم الرسالة التي يحملها مضمون النص، وإن لم تكن مباشرة. كما تتمثل في فهم المتحدثين الأصليين باللغة ومتابعة حديثهم بسهولة والتفاعل معهم، وإن لم تكن الدّقة اللغويّة مُتحقّقة على نحو تام.
وفيما يأتي بعض التدريبات والأنشطة التي من شأنها تنمية الطلاقة اللغوية عند الطلبة في صفوف تعليم العربية للناطقين بغيرها :
- نشاط لعب الأدوار أو الموقف التمثيليّ .
- المقابلات الشفويّة داخل الصفوف وخارجها .
- نشاط حكاية القصص باستخدام صور متسلسلة أو فيديوهات صامتة.
- مناقشة مواضيع خارج إطار السيرة الذاتيّة كالقضايا المجتمعية والأحداث الجارية والمواضيع المجردة.
- العمل في أزواج أو مجموعات .
- نشاط استطلاع الرأي .
- الإنغماس اللغويّ والثقافيّ؛ بتشجيع الطلبة على زيارة عائلة للحديث معهم أو زيارات ميدانيّة إلى المؤسسات والمراكز والأماكن التعليميّة والسياحيّة والمجتمعيّة، وتشجيعهم على التطوّع فيها.على أن تكون هذه الزيارات موجّهة ومقترنة بمهام يضعها الأستاذ ويوزعها على الطلبة.
- نشاط التسجيل الصوتيّتحدّثاً وقراءةً .
- الألعاب اللغويّة تعزز الطلاقة والدقة أيضاً.
- أنشطة المحادثة الموجّهة لطرح رأي أو قضية أو إدارة نقاش.
- المناظرة
- أنشطة تكرار جمل أو عبارات يستخدمها الطالب في حياته اليومي تعزز الطلاقة.
- العروض التقديميّة للطلبة.
- أنشطة تبادل المعلومات مع أكثر من زميل أو أكثر من مجموعة .
- المنافسة في قراءة فقرات من نص في أقصر وقت.
وعلى الأستاذ مراعاة ما يأتي عند تقديم هذه الأنشطة للطلبة لتحقيق هدف الطلاقة :
- لا يقوم الأستاذ بتصحيح الأخطاء إلا ما يعطّل الفهم .
- تهيئة الطلبة لأنشطة الطلاقة نفسياً بأن يخصص الأستاذ للطلبة وقتاً محدداً من الصف للكلام دون التفكير بالدّقة اللغويّة والأخطاء التي قد تحدث أثناء إنتاج اللغة.
- جعل الطلاقة أو السرعة في أداء المهام باللغة هدفاً للنشاط والفوز في المنافسات.
- تحديد وقت لأداء الأنشطة والمهام والإلتزام به لتحفيز الطلبة على السرعة في استخدام اللغة وإنتاجها.
